كانت ملكة على عرشها على أسرَّة ممهدة وفرش منضدة بين خدم يخدمونها وأهل يكرمونها، لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها .
إنها آسيا امرأة فرعون، كانت فى نعيم مقيم، فلما رأت قوافل الشهداء تتسابق إلى أبواب السماء، اشتاقت لمجاورة ربها وكرهاً لمجاورة فرعون.
فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة دخل على زوجته آسيا ليستعرض أمامها قواه، فصاحت به آسيا: الويل لك ما أجرأك على الله !، ثم أعلنت إيمانها بالله، فغضب فرعون وأقسم لتذوقن العذاب أو لتكفرن بالله ثم أمر فرعون بها فمُدَّت بين يديه على لوح ورُبطت يداها وقدماها
فى أوتاد من حديد وأمر بضربها فضربت حتى بدأت الدماء تسيب من جسدها واللحم ينسلخ عن عظامها، فلما اشتد عليها العذاب وعاينت الموت رفعت بصرها إلى السماء وقالت ربِّ ابن لى عندك بيتاً فى الجنة ونجِّنى من فرعون وعمله ونجِّنى من القوم الظالمين سورة التحريم
الآية 11 وارتفعت دعوتها إلى السماء.
قال ابن كثير: فكشف الله لها عن بيتها فى الجنة فتبسَّمت ثم ماتت ... نعم ... ماتت الملكة التى كانت بين طيب وبخور وفرح وسرور ... نعم تركت فساتينها وعطورها وخدمها وصديقاتها، واختارت الموت لكنها اليوم تتقلب فى النعيم كيفما شاءت، قد نفعها صبرها على الطاعات ومقاومتها للشهوات ...
إنها ملكة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق